العودة إلى المدرسة … الاستعداد القبلي

الكوتش بن مامون قالت إنه على الآباء الافتخار بأطفالهم وإشعارهم بأنهم أبطال

قالت الدكتورة زبيدة بن مامون، خبيرة في التطور المستمر و القيادة، إن مشكلة رفض بعض الأطفال العودة إلى فصل الدراسة، تتعلق بقضاء وقت أطول مع الأسرة، والعيش في جو من التحرر من الواجبات المدرسية وروتين الفصل، معتبرة أن الحل المناسب للتغلب على هذه المشكلة، هو الاستعداد القبلي، من قبل زيارة المدرسة قبل الدخول الرسمي للأطفال.
واعتبرت الكوتش في التطور المستمر والقيادة، أن الآباء مدعوون إلى التعامل بنوع من المسؤولية والوعي مع أطفالهم، والافتخار بهم وإضاءة مزايا المدرسة، بالإضافة إلى التعامل معهم على أنهم أبطال في ما يقومون به، معتبرة أن كل طفل يجب أن يكون بطلا.

> لماذا يرفض الأطفال العودة إلى المدرسة بعد العطلة؟
> يرفض الأطفال العودة إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية، لأنهم يكونون قد قضوا شهرين أو أكثر وهم يلعبون ويمرحون بحرية، ويعيشون في جو من الحرية بعيدا عن أجواء الالتزام والصرامة، بالإضافة إلى غياب عامل الوقت والاستيقاظ والنوم في أوقات محددة، كما هو الأمر في فترة المدرسة، إذ يفرض عليهم الالتزام بمواقيت النوم باكرا والاستيقاظ باكرا أيضا. والقرار النفسي الذي يجب على الطفل اتخاذه للذهاب إلى المدرسة، يكون صعبا قليلا، خاصة أن المشكل الذي يعانيه أغلب الأطفال هو البعد عن محيط الأسرة. وكلما تقدم الطفل في السن يصبح متحررا أكثر من أجواء اللعب وقضاء وقت أطول مع الأسرة، كما أن الطفل يعلم أنه مقبل على روتين المدرسة، الذي قد يكون فيه عامل التوتر، وربما الخوف من الأساتذة، والخوف من الفشل، وكلها عوامل مؤثرة على الطفل في العودة إلى أجواء الدراسة.

> ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا الرفض، هل يتعلق الأمر بأمور نفسية من قبيل التعلق بالأسرة والخوف من روتين الفصل الدراسي؟
> الأسباب غالبا ما تكون منبثقة من التعلق بالأسرة، إذ أن مجمل الأطفال لا يقضون كل أشهر السنة مع العائلة الكبيرة، مثل الأجداد، الذين لا يراهم أغلب الأطفال إلا في فصل الصيف. ومن بين الأسباب كذلك أن الأبوين يكون لديهما الوقت الكافي، ويشعران بالراحة أكثر من أي وقت من السنة، لذلك يخصصان وقتا أطول لأطفالهم، وهذه عوامل نفسية تجعل الطفل ينفر من المدرسة، وقد تكون هذه المسألة بطريقة غير واعية، حبا للوقت الذي يقضيه مع الأسرة، بالإضافة إلى الخوف من روتين الفصل الدراسي، خاصة أن هناك قوانين تسري عليه من قبل الإدارة والأساتذة، وهناك واجبات ينجزها في المنزل، وكل هذه الأمور تكون مغيبة خلال العطلة.

> كيف يمكن التعامل مع هذه النوعية من الأطفال، هل الأسرة مدعوة لتحفيزهم بهدايا أو غيرها؟
> التخلص من مشكلة رفض المدرسة، يمكن أن يكون بالتحفيز، ليس بالضرورة عن طريق الهدايا، بل أن يلمس الطفل مزايا المدرسة، من قبيل أنه مقبل على تعلم أشياء جديدة، وأنه سيكون علاقات صداقة جديدة، ويجب أن يكون محاطا بدعم العائلة، وأن تشعره أنها فخورة بالعمل الذي يقوم به، لأن أي طفل يشعر بالرغبة في أن يكون بطلا، والبطل يجب أن نفتخر به، وأن الذهاب إلى المدرسة يجعل منه بطلا استثنائيا. وأما المحفزات فليس بالضرورة أن تكون عبارة عن هدايا مادية، لأنها يمكن أن تلعب دورا عكسيا في ثنيه عن الذهاب إلى المدرسة، بل على العكس يجب أن يشعر أن الذهاب إلى المدرسة عمل مفيد وأنه سيكتسب منه أمورا جيدة.

> هل تكفي العائلة وحدها للتغلب على هذا المشكل أم وجب تدخل المدرسة وربما خبير في التنمية أو طبيب نفسي؟
> في معظم الحالات تكون العائلة كافية للتغلب على هذا المشكل، ولا نكون في حاجة إلى خبير في التنمية أو طبيب نفسي، إلا في الحالات التي يكون فيها الطفل يعاني أمراضا نفسية، لكن أعتقد أنه كلما كان الاستعداد القبلي للدخول المدرسي، كلما كان من السهل التغلب على المشكل ، إذ من الأفضل أن يزور الطفل مدرسته قبل الدخول الرسمي، ويستأنس بالطريق إليها. وإذا كانت هناك أيام مفتوحة في المدرسة من الأحسن أن يشارك فيها، للاستئناس بالأجواء. وإذا كانت هناك إمكانية التعرف على أساتذته، يكون الأمر أفضل، فكل هذه الأمور تساعد على الانسجام مع الأجواء، إضافة إلى أن استعداد الآباء أيضا مفيد للطفل، لأنهم إذ تأثروا بعودة أطفالهم إلى المدرسة فإن الأمر ينعكس سلبا على الطفل كذلك. لذلك يجب أن تحرص الأسرة على الاستعداد المبكر ونقل مشاعر الثقة للطفل عوض الخوف.

> هل تنصحين الأسر بتغليب العاطفة في التعامل مع هذه المسألة أم أن الصرامة والضبط ضروريان في العلاج؟
> بالعكس أعتقد أن الأسر مدعوة إلى الحديث بوعي وبنوع من المسؤولية مع الطفل، مهما كان سنه، وأكرر أن العقل الواعي للشخص يعمل منذ سن مبكرة، لذلك يجب الحديث والتعامل معه بوعي ونضج، لكن مسألة الصرامة وفرض القوانين لا تحقق الأهداف المرجوة منها، بالعكس سيربى فيه الخوف والهلع، لأن الطفل يجب أن يذهب إلى المدرسة وهو يشعر بالفخر والثقة، وبهدف التعلم والاكتساب، ويجب أن تحرص الأسر على توضيح المزايا من فعل الدراسة، والانتباه إلى المسائل التي تثير إعجابه في المدرسة والتركيز عليها في مرحلة التحفيز، دون إرغامه، لأنه لا يمكن أن ينجز ويحقق الأهداف المنتظرة منه في حالة إجباره على أمر ما.
أجرى الحوار: عصام الناصري

27 avril 2021

0 responses on "العودة إلى المدرسة … الاستعداد القبلي"

Leave a Message

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.

benmamounzoubida.com. All rights reserved.
X
Aller à la barre d’outils