إرهاق الشتاء … قلق واكتئاب

المزاج الجيد يحمي منه

الكوتش بنمامون قالت إن الاستعداد للفصول واجب والتعرض لأشعة الشمس ضروري

قالت الدكتورة زبيدة بنمامون، الاختصاصية في التطور المستمر والقيادة، إن تعب الشتاء، ظاهرة لها تبعات سلبية على المزاج وأعضاء الجسم، مبرزة أن التغذية غير السليمة وغياب الحركة والتعرض لأشعة الشمس من شأنهما أن يفاقما التعب والاكتئاب في فصل الشتاء.وفي ما يلي نص الحوار:
> كيف يمكن تعريف ظاهرة إرهاق الشتاء؟
> هو عبارة عن تعب خفيف، لكنه يمكن أن يؤدي إلى اكتئاب، أو ما يسمى اكتئاب الفصول، ويجب العمل على ما يخلفه هذا الأمر، والاستعداد لربيع وصيف جيد، إذ كلما اشتغلنا عليه، كلما استمتعنا بالربيع والصيف.
وهناك كثيرون ممن يعانون الإرهاق والاكتئاب الشتوي، لكنه ليس ظاهرة عامة، ولا يمكن القول إن الشتاء حجة لمزاج سيئ، إذ هناك من يؤمن بهذه الفكرة، ويصدق عقله الباطني هذه المسألة، ويعاني تبعات المزاج السيئ.
هناك دراسات بينت أن بعض الدول تعاني الاكتئاب الشتوي، من قبيل كندا، إذ أن 18 بالمائة من السكان يعانون هذه المسألة، و80 بالمائة منهم نساء، والأطفال المراهقون أقل الفئات تضررا من هذه المسألة.

> ما هي الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة؟
> هناك دراسات سيكولوجية وصحية أجريت بإيرلندا، باعتبارها من الدول التي تشهد شتاء عنيفا جدا، والذي يضطر الناس إلى البقاء ببيوتهم، كما كان الأمر بالحجر الصحي بالمغرب العام الماضي. وقامت الدراسة بقياس مزاج عينات لمدة 5 سنوات، وكانت القرى التي لا تطلع فيها الشمس لأيام متتابعة، الأكثر تضررا من تقلب المزاج، لأن الشمس تكون قليلة، وعانى سكانها الإرهاق والاكتئاب.
وإذا كان فصل الصيف مشمسا، واستغله الشخص كما ينبغي، فإنه يعبئ جسمه بالفيتامينات الضرورية للشتاء المقبل، وبالعودة إلى المزاج فإن الأمر لا يؤثر فقط على السيكولوجية، بل يؤثر أيضا على باقي الأعضاء، إذ أن المزاج الجيد يحمي من الاكتئاب وأمراض القلب والالتهابات والصورة الذاتية على النفس، إذ يجعلنا نحقق الرغبات والأهداف، فالمزاج السيئ يؤثر على عملنا وعلاقتنا الاجتماعية، فقط لأننا نعاني تبعات الاكتئاب الشتوي.

> هل للأمر علاقة بالهرمونات؟
> الدراسات تبين أن المزاج الجيد، يتحقق بإفراز هرمون “الدوبامين”، الذي يمكننا من التطور والتحرك، وهذا الهرمون لا يفرز بالطريقة الصحيحة، إذا لم يستعد الشخص لفصل الشتاء، ونضطر أحيانا إلى تناول هذا الهرمون مكملا غذائيا، كما أنه يفرز في فصل الصيف هرمون “السيروتونين”، الذي يمنح السعادة ويقلل القلق، بالإضافة إلى هرمون “لوندورفين” الذي يحقق المتعة، وهذه الهرمونات طبيعية تفرز في الربيع والصيف، وإفرازها بشكل جيد يكون عن طريق أشعة الشمس، وهناك دراسات أخرى بينت أنه يمكن تعويض هذه الهرمونات بأشعة الضوء في المنزل، فإذا لم يتمكن الشخص من مغادرة البيت، وجب عليه قضاء على الأقل ساعة في اليوم في التعرض لضوء قوي ولامع، وكأن الشخص في الشمس.
وأما الأشخاص الذين يقضون أغلب أوقاتهم في العمل تحت ضوء خافت، فلا يشعرون بتغير الفصول، ويعانون الكآبة طيلة السنة. وهناك بعض الدراسات التي صنفت النقص في فيتامين “د” مرضا، إذ أن أغلب الذين يشخصون حالتهم عند الطبيب يعانون نقصا في هذا المكون، والذي ينتج عن قلة التعرض لأشعة الشمس والضوء بصفة عامة.

> كيف يمكن للشخص الاستعداد للفصول وتفادي هذا الاكتئاب؟
> من الضروري أن يحافظ الشخص على قدر مهم من الحركة يوميا، لأن الجسم مصمم من أجل الحركة، إذ أن الأشخاص غير الحيويين يكونون عرضة لهذه المشاكل، من قبيل النساء اللائي يجلسن في البيت، فرغم أنهن يعملن داخل المنزل، إلا أنهن لا يتحركن بما فيه الكفاية، وهذا ما يفسر إصابة نسبة كبيرة من النساء بهذه الظاهرة.
ولهذا فمن الضروري أن نحافظ على حيويتنا ونشاطنا، عبر المشي والجري والقفز، وليس بالضرورة أن يقوم الشخص بالتمارين في القاعات المغلقة، إذ من الأفضل استغلال الهواء الطلق من أجل التحرك والاستفادة من الشمس في الوقت نفسه.
ولا ينتبه كثير من الأشخاص إلى تغذيتهم في فصل الشتاء، إذ أنهم لا ينظمونها ، وهذا الأمر يؤثر أيضا على المزاج ويسبب التعب، ووجدت الدراسات أن الخبز المنزلي يساعد على الحصول على مزاج جيد، شريطة عدم الإكثار منه، إضافة إلى الخضر والفواكه المهمة جدا للحصول على النشاط والحيوية، والتي تجعلنا نحظى بمزاج جيد أيضا.
ومن أجل تحسين المزاج أيضا، من الضروري الانتباه إلى ما يستمع إليه الشخص، إذ يفضل الاستماع إلى موسيقى إيجابية والأشياء الجميلة، كما أنه يجب الابتعاد عن الأخبار المشحونة بطاقة سلبية، والنقاشات السلبية أيضا، وعدم منح الفرصة للأشخاص الذين يركزون في حديثهم دائما على الشكوى، لأن هذه الأمور تصيب بالتعب، وهناك من يحاول التجاوز عن هذه الأمور بالنوم لفترات طويلة، وهذا الأمر غير صحي، إذ من الأفضل تنظيم أوقات النوم، والاستيقاظ باكرا وتجنب السهر كثيرا، والإحاطة بأشخاص إيجابيين.
أجرى الحوار: عصام الناصيري

27 avril 2021

0 responses on "إرهاق الشتاء … قلق واكتئاب"

Leave a Message

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.

benmamounzoubida.com. All rights reserved.
X
Aller à la barre d’outils